Admin Admin
المساهمات : 150 تاريخ التسجيل : 26/10/2007 العمر : 66
| موضوع: حبة تفاح ومسدس - الصورة الاولى 1 الثلاثاء يناير 01, 2008 9:08 pm | |
| حبة تفاح ومسدس مسرحية تأليف: يعقوب أحمد يعقوب الاهداء : الى روح الشهيدينغسان كنفانيوناجي العلي يعقوب أحمد يعقوب هذا العمل هذيان بين الموجود والمنشود.. بين المفقود والمردود.. بين الحدود واللاحدود.. المكان: هنا.. هناك.. في كل مكان.. الزمان: الآن. الاشخاص: صابر فاطمة حنظلة.. الصورة الاولى "فاطمه تجلس امام البراكيه تحت شجرة تحيط بها اكوام القاذورات.. وحنظله يلعب بكرة من القماش.."فاطمه: تعال يا حنظله اذهب واسأل جارتنا ام علي اذا كان لديهم بعض الماءحنظله: لا يوجد لديهم شيء لا ماء.. لا كهرباء.. ولاهواء.. ولا دواء..فاطمه: اذهب واسأل منذ اسبوعين لم تنزل من الحنفية قطرة.. ماء واحده..حنظله: ولماذا اسأل فأنا اعرفعلي مثليلم يغتسل منذ أسبوعينكل أولاد الصف لم يغتسلواعندما ادخل إلى الصف كأنني ادخل إلى مقبرةفاطمه: هل أفاق والدكحنظلة: لافاطمه: اذهب وصحيهفقد يحضر لنا بعض الماءحنظلة: والدي يحضر الماء..كيف ومن أين؟ماذا جرى لك يا اميفاطمه: لا حول ولا قوة الا بالله نسيت يا ابني نسيتصرت اشتصرت انسىحنظلة: انا احضر الماء..ولكن من أين..أُميالناس يفكرون إنني عجوزوانا صرت أفكرإنني عجوز.. هل أنا عجوز يا امي؟؟فاطمه: انت أجمل شيء في الدنيا يا حنظله.. أجمل شيءبل انت كل الدنيا"صابر يدخل على قدم واحده.. يتوكأ على عكاز خشبي وذراع قميصه يلوح بالهواء.. دلاله على يده المقطوعه لكنه يمسك بيده مسدسا يلوح به بحركه دائريه.. كيد اعتادت على مداعبة حبات المسبحه"صابر: صباح الخيرحنظلة: صباح النورفاطمه: صباح النورلماذا صحوت باكرا صابر: كي أرى الشمس وهي تشرق من جديد..أين الشمس؟أريد ان أراها..أريد ان اشعر بالدهشه وانا أراها..فاطمه: يا فتاح يا عليمالماء مقطوع صابر: صحيح.. كيف؟انه شيء مدهشان يكون الماء مقطوعاشيء مدهش حقاًياه..ماذا يقول الناس عندما يفتحون الحنفياتولا يجدون الماءحنظله: يسبون على السلطةيقولون يلعن ابو هيك مسؤولينصابر: رائع.. رائععندما يكون الماء متوفرايشعرون بأنه شيء عادينحن لا نشعر بالشيء إلا حين نفقدهأين الجريدة..؟فاطمه: هناك تحت الشجرة..صابر: كيف نشرب الشاي دون ماء..؟إنها معضلة..فاطمه: لن نشرب الشايبالكاد عندنا بعض الماء للطبيخصابر: تعال يا حنظلهتعال لأقرأ لك..اريد ان أشرح لك قليلاعن الطبقيهفاطمه: حنظله سيتأخر على المدرسةعليك ان تذهب يا حنظلهحنظله: والله اني أتعلم من والدي أكثر من المدرسةفاطمه: ولكن والدك لن يعطيك شهادة..صابر: وما نفع الشهادة..انا أعطيه ما لا تعطيه له أي شهاده..فاطمه: ولكن انا أريده ان يكبرويدخل الجامعة..صابر: سيدخل ان شاء الله..انظري الى رأسهانه مليء بالعقل الثوري النقدي..حنظلة هو فِكر الثورة وعقلها وابداعها..اذهب يا بني للمدرسهاذهب.. من اجل امك..حنظله: سأذهب.. اين الحقيبة؟فاطمه: هناك تحت الفراش "حنظله يدخل الى البراكيه ويخرج حاملا حقيبه من القماش"حنظله: مع السلامةعدس ام برغل؟؟فاطمه: عدس"حنظله يغادر المكان" صابر: تعالي يا فاطمه ساعديني لأجلسوأعطني الجريدةفاطمه: ألم تزهق الجريدة..؟صابر: أزهق.. ولماذا أزهقفاطمه: أنت إنسان عظيم يا صابرصابر: وانت يا فاطمه..كل يوم أصحو صباحا كأنني أراك لاول مره..ما هذا الجمال يا فاطمهما هذه الروعةفاطمه: أخجل يا صابرفي المخيم الجميع يسمعون الجميعصابر: وهل انا أسرقاو اغش.. او اختلسفاطمه: حنظله يزعجني يا صابرقبل قليل قال لي انه يشعر انه كالعجوزصابر: وما العيب في ذلك..؟حنظله لم يكل طفلا ابداولد عجوزا.. هذه هي خصوصية حنظلةفاطمه: انه طفل..انه طفل بريء..صابر: لا انه ليس طفلا.. ولا بريءفاطمه: يبدو شاحبا مجعدا.. هل هذا لقلة الاكلصابر: لا بل لكثرة الهمومفاطمه: رأسه كبير بالنسبه الى جسدهصابر:هذا لكبر عقلهكم مره سأشرح لك يا فاطمهعن النمو والتطورلقد سبق وشرحت لك هذا الامر عشرين مرهلا بأس سأشرح مره اخرىاسمعي يا فاطمهعندما نحاول ان نستوعب مضامين النمو والتطور لدى الاطفال علينا ان نحاول العزل بين عاملين عامل النمو هو عامل الكم.. وعامل التطور وهو عامل الكيف.. هذا ينطبق على كل الاطفال في العالم عدى حنظله.. حنظله يا فاطمه هو القاعده وهو الشذوذ من القاعده هو المستثنى منه وهو المستثني.. هو لا شيء وهو كل الاشياء معا..فاطمه: اتعبتني يا صابراريده كما كل الاطفالصابر: لا يا فاطمههكذا يكون حنظله..غير مميز.. وغير مبلورحنظله هو حنظلة..الذي لا يكذب عندما الكل يكذبونالذي لا يسرق عندما الكل يسرقونالذي لا ينام عندما الكل يناموناياك يا فاطمهان تفسدي تربيتي لهاياك ان تصنعي منه طفلا مثل باقي الاطفالعندها سأقتله ولا اريده ابدا" يلوح بالمسدس بحركته المعهوده"فاطمه: ارجوك يا صابر ان تكف عن التلويح بالمسدسانني اخاف ان تنطلق تلك الرصاصة اللعينه..وتقتلنا..اخرج الرصاصه من المسدس وارمِها بعيداً..قبل ان تحدث كارثةصابر: فاطمه قلت لك الف مرة..لا تكلميني عن الرصاصههذه الرصاصهمن آخر ثورة اشتركت بهااقسمت بشرفي ان تبقى في المسدسان تكون رصاصه نهايتي او نهاية الظلم | |
|