موقع الشاعر يعقوب احمد يعقوب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حبة تفاح ومسدس - الصورة الثالثة 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 26/10/2007
العمر : 66

حبة تفاح ومسدس - الصورة الثالثة 1 Empty
مُساهمةموضوع: حبة تفاح ومسدس - الصورة الثالثة 1   حبة تفاح ومسدس - الصورة الثالثة 1 Icon_minitimeالثلاثاء يناير 01, 2008 9:19 pm



صابر: (يجلس كالمعتاد يلوح بالمسدس بحركته المعهوده... تحت شجرة هزيله امام البراكيه بين اكوام القمامه والحطب... يتصحف جريده قديمه مهترئه عمرها اكبر من عمره)

فاطمه: (تنقي البرغل في صحن حديدي)

صابر: برغل يا فاطمه.. برغل؟؟

فاطمه: نعم يا صابر برغل

ما به البرغل يا صابر

الم تقل لي الف مره

ان القيمه الغذائيه للبرغل.. لا تقدر

فالبرغل يحتوي..

صابر: نعم يحتوي على البروتينات النباتيه والنشويات والمعادن كالكلس والحديد والفوسفور

ولكن برغل يا فاطمه

ما رأيك لو اضفت اليه القليل من العدس

فاطمه: ولماذا كل هذه البعزقه

دع العدس للغد يا صابر

صابر: تعالي يا فاطمه تعالي (يلوح بمسدسه بحركته المعهوده)

فاطمه: ماذا يا صابر..كف عن التلويح بالمسدس ارجوك..

صابر: تعالي واسمعي يا فاطمه شيء تقشعر له الابدان

فاطمه: بدني لا يقشعر من شيء يا صابر

لا شيء سيصير اكثر مم صار

قالوا للقرد سنسخطك.. قال اكثر من قرد

صابر: لا تكوني جاهله يا فاطمه

عليك كل يوم ان تتفاجئي

المفاجأه يا فاطمه هي من دوافع الابداع

الانسان المبدع يا فاطمه هو الذي يتجدد كل يوم

ويرى كل شيء كل يوم كانه يراه لاول مره...

فاطمه: لا افهم

صابر: انا يا فاطمه هكذا.. اندهش كل يوم من جديد

ولهذا اشعر بهذه الرغبة اللامفهومه بالحياه..

فاراك كل يوم وكأنني اراك لاول مره

واقول هذه ليست فاطمه..

فاطمه: أسأل الله ان يشفيك يا صابر.. مم انت فيه

بجاه الانبياء والمرسلين

صابر: لو حدث هذا يا فاطمه

سوف انتحر.. سوف اقتل نفسي..

ما الفائده ان يومي كأمسي وغدي..

ما الفائده ان اراك اليوم كما رأيتك بالامس كما سأراك بالغد..

انها النظرة التشاؤمية للحياه..

فاطمه: الحمد لله على كل حال..

ماذا تريد مني..

صابر: هنا الخطأ يا فاطمه.. هذه الجريدة

انا أقرأها كل يوم من جديد

وكأنني اقرأها لاول مره..

اشعر بالدم يتدفق في شراييني

تنحبس انفاسي بين كل سطر وآخر

اغضب.. اثور.. اتفجر..

فاطمه: على ماذا تغضب وتثور

صابر: على الاشياء التي تحصل كل يوم

على الاختراعات

على الانقلابات

على الاكتشافات

على الألغاز والنكسات وإعلانات البيع والشراء

وأكثر ما يشدني صفحة الوفيات يا فاطمه..

فاطمه: صفحة الوفيات..!

صابر: نعم الوفيات..(يحرك بمسدسه بحركته المعهوده)

فاطمه: هؤلاء الناس ماتوا من سنين..

صابر: لا يا فاطمه..

اين الدهشه اين الانفعال

اني عندما اقرأ صفحة الوفيات..

اشعرهم يموتون الان.. الان

أرى جثامينهم مرفوعه وارى الناس يسيرون بالجنازه..

انه الموت يا فاطمه..

الموت..

فاطمه: لماذا لا تذهب الى احد الصالحين

لعله يعالجك من هذا يا صابر

يعلم الله انك محسود

او لا سمح الله.. معمول لك عمل..

صابر: لا تكوني متخلفه يا فاطمه

لا تجعليني اغيّر رأيي فيك

وبثقافتك التي صرت اشعر انها تنمو وتنضج باستمرار

لقد افنيت عمري

وانا ابحث لكم عن كنوز المعرفه والثقافه والابداع

والآن تعودين الى الايمان بالشعوذه والتعاويذ والخرز والحجب..

هذا ما لا ارضاه منك يا فاطمه .. ابدا ابدا..

واقسم ثلاثه بالطلاق

ان اسحب اعترافي بك كثوريه مثقفه متنوره

ان عدت على مثل هذه الآراء المنقرضه مرة اخرى..

لا يجوز هذا

لا يجوز يا فاطمه يا بنت زينب

ان تستخفي بمركبات شخصيتي وبقدراتي العقليه الى هذا الحد..

فانا شاركت

في كل ثورات العالم..

كنت مع جيفارا.. ونلسون منديلا.. وفيدل كاسترو..

كنت اتمنى ان اغرز اصبعي هذا عيون الاستعمار والرجعيه والطبقية

وها انت تستخفين بكل هذا

انظري الى جلدي انه كالخارطه

لا يوجد ثورة الى وجرحت او اصبت بها..

بقيت في مسدسي طلقه واحده لا اعرف من نصيب من ستكون..

فاطمه: وجميعهم ضحكوا عليكم بالنهايه..

صابر: لا يا فاطمه

كلهم ضحكوا على انفسهم

هؤلاء هم ليسوا الثوره

هؤلاء اوباش الثوره من تسلقوا عليها ومصوا دماءها.. وسرقوها وهربوا..

اما نحن

نحن وقود الثوره

نحن بخارها المتصاعد من الاجساد المحترقه..

فاطمه: لو في عنا مرقة دجاج يا صابر

كان البرغل بصير اطيب مع مرقة الدجاج..

صابر: الاكل ليس هدف يا فاطمه

الاكل وسيله للبقاء

كما الاكل وقود يدفع الجسد

فالثوار وقود الثوره..

لا نريد مرقة دجاج كلها مستورده

كلها تحمل رائحة المسحوقين

كلها تعبأت بجلود الفقراء

فاطمه: وبعدين يا صابر.. بعدين..؟

صابر: هذا هو السؤال يا فاطمه

وبعدين..؟

السؤال عن الاتي

محاولة استشراق المستقبل.. الامس يا فاطمه ليس اليوم..

اليوم يا فاطمه هو ليس الغد..

هذه يجب ان تكون معادلة الزمن

اذ ما فائدة ان تشرق الشمس كل صبح من جديد

وما فائدة ان تظهر النجوم كل ليلة من جديد

لماذا لم يخلق الله الشمس في كبد السماء من دون ان تتحرك

او يجعل الدنيا ظلاما سرمديا.. لماذا يا فاطمه..؟

فاطمه: لا اعرف..

لان الله يفعل ما يشاء..

صابر: ولو شاء لما جعل هذا التغير

الله يريدنا يا فاطمه ان نندهش عندما نرى شروق الشمس كل يوم من جديد

ويريدنا ان نندهش لمنظر النجوم كل ليل من جديد..

ويريدنا يا فاطمه غير ما نحن عليه من اليأس والروتين والملل

يريدنا ان نتجدد.. ان نتفاعل..

ان نبدع

اين الابداع عندنا يا فاطمه..

فاطمه: الابداع..!

لا اعرف يا صابر..

صابر: لماذا لا تعرفين يا فاطمه

لقد سبق وشرحت لك عن الفكر الابداعي الف مره

لماذا لا تعرفين يا فاطمه

فاطمه: لانني مشغوله

صابر: بماذا يا فاطمه

مهما انشغلت لا تنشغلي عن الابداع

فاطمه: مشغولة بالتنظيف والغسيل والطبيخ

صابر: هناك ايضا يا فاطمه يمكنك ان تكوني مبدعه

فاطمه: قلت لك عن مرقة الدجاج

انها تجعل الاكل اطيب

صابر: احلمي يا فاطمه عندما تطبخين الطعام ان به دجاج

وانا أؤكد لك انك ستشعرين بطعمه

ستشعرين بطعم الدجاج وبلحمه ايضا..

فاطمه: كيف يا صابر

ونحن نحلم منذ سنين باللحم

لم نذق طعمه منذ سنين..

سيكون اسعد يوم في حياتي

عندما سأنادي حنظله

يا حنظله يا حنظله تعال

خذ هذه اللحمه وكلها

خذ انها لحمه.. لحمه

حنظله: "يخرج من البراكية وقد سمع النداء..

يداه ملطختان بالألوان يحمل ورقة رسم عليها تفاحة"

نعم نعم يا ابي.. نعم يا امي ..

فاطمه: بسم الله الرحمن الرحيم.. من اين جاء هذا.. تركته نائماًً

صابر:تعال يا حنظله تعال

لقد جئت بالوقت المناسب

حنظله: لقد رسمت تفاحه

رسمت تفاحه

صابر: كيف وانت لم ترها

حنظله: انظر

انظر يا ابي

انظري يا امي

صابر: يا الهي انها تفاحه حقيقيه

فاطمه: با الهي انه رسام

انك فنان

صابر: انك مبدع

حقا انك مبدع يا حنظله

هات الورقه

ما اجمل التفاح.. ما اشهى التفاح

سآكل منها قليلا

خذي يا فاطمه كلي انه لذيذ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://yaqub.ahlamontada.com
 
حبة تفاح ومسدس - الصورة الثالثة 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الشاعر يعقوب احمد يعقوب :: مسرحيات-
انتقل الى: