المشهد القادم

القهوة..

المشهَد القادِم...

المشهد القادم هو مشهد الفجر الذي يقطر بكل الشهد والشعر.. والدم.. والأمل..

هو مشهد الصحراء التي ارتدت اجمل ثياب النخيل وخرجت تستحم على شطآن بحر العرب..

هو مشهد الحدود الممسوحة من الأسلاك الشائكة ونقاط الجمارك هو مشهد القبور الجماعية التي ستخرج جماجماً وعظاماً تبحث عن أسمائها وعن حاراتها وعن أشيائها..

هو مشهد القصور التي ستتحول إلى متاحف، لتماثيل الشمع والعاج والزجاج والوثائق السرية..

المشهد القادم... هو مشهد أناس يخرجون الى ضوء الشمس بعد عقود من ظلمة الأقبية السرية في معتقلات السلطة..

ينظرون إلى شمس كانت صادفتهم في طفولة بعيدة وتسيل من عيونهم امواج من الملح والعسل...

المشهد القادم... هو مشهد الشوارع النظيفة من الفئران

ومن سيارات الشرطة وسيارات الأمن والمعاطف والنظارات السوداء.. والمخابرات

هو مشهد الوطن الحلو كالوردة

هو مشهد الحروف الأبجدية التي تركض على الأرصفة

بالشعر الطازج.. والخبز الطازج

وتوزع الحلوى على سياح قدموا من كافة أنحاء المعمورة ليتفرجوا على بساتين أطفالنا وحواسيب أطفالنا..

ويقتنوا دواوين شعر لشعراء ماتوا قديماً تحت التعذيب..

بعد ان أحيلت أوراقهم إلى مفتى..

صار اليوم يمسح الأحذية للسياح الأجانب بالناحية الأخرى للناصية القادمة..

الشعر...

مشهد يطل من فضاء الجرح

لبحر من شهدٍ

يتزوج أزهاراً

ويلملم أشعاراً

هدية للحظة

تحمل كل الفرح

$$$

لحظة جميلة

كأنها الزلزال

تمسح الشطآن

من كل ما بالموت

من موتٍ وملح

$$$

لحظة صغيرة..

بها شمس صغيرة..

تدلت كقطرة

من دم تعلق

في ضفاف الجرح

$$$